تصاعد الأزمة في الفاشر: دعوات دولية لحماية المدنيين وسط اتهامات بارتكاب جرائم على أساس إثني

طالب رئيس وزراء السودان، كامل إدريس، المنظمات الدولية بالتدخل الفوري، فيما دعا حاكم إقليم دارفور، مني مناوي، إلى حماية المدنيين في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، بعد إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها على المدينة وسط اتهامات بارتكاب انتهاكات واسعة.
وأكد رئيس الوزراء، في حديثه للجزيرة، أن “على المنظمات الدولية التدخل فوراً في ضوء تقارير عن تعامل الدعم السريع مع الفاشر وبارا”، مشيراً إلى أن ما يحدث يشكل “جرائم حرب وتطهيراً عرقياً”، ومثمناً في الوقت ذاته “صمود القوات المسلحة السودانية في جميع الجبهات وتعاملها وفق القانون الإنساني”.
من جهته، شدد حاكم دارفور مني مناوي عبر حسابه على منصة إكس على أن “سقوط الفاشر لا يعني التفريط بمستقبل دارفور لصالح جماعات العنف أو مصالح الفساد والعمالة”، مؤكداً أن “كل شبر من أرض السودان سيعود لأهله”. كما طالب “بحماية المدنيين، والإفصاح عن مصير النازحين، وإجراء تحقيق مستقل في الانتهاكات التي تقوم بها مليشيا بعيدا عن الأنظار”.
اتهامات بارتكاب مجازر
اتهمت شبكة أطباء السودان قوات الدعم السريع بتصفية العشرات على أساس إثني في الفاشر، واصفة الأحداث بأنها “مجزرة بشعة” ضد المدنيين العزل، مع تسجيل عشرات الضحايا في ظل صعوبة الوصول إلى المناطق المنكوبة. كما أشارت الشبكة إلى “نهب المستشفيات والمرافق الطبية والصيدليات” في المناطق التي اقتحمتها القوات، مطالبة الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية والمجتمع الدولي بالتحرك العاجل لحماية المدنيين ومحاسبة الجناة أمام العدالة الدولية.
وبالموازاة، أكدت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر أن “الأبرياء الخارجين من المدينة يتعرضون لأبشع أنواع العنف والتطهير العرقي”، معتبرة أن الصمت أو الحيادية تجاه هذه الانتهاكات “يعني التواطؤ مع الظالمين”.
دعوات أمريكية لإنقاذ المدنيين
طالب مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون الأفريقية، قوات الدعم السريع بالتحرك فوراً لحماية المدنيين وفتح ممرات إنسانية لإيصال المتضررين إلى مناطق آمنة، مشدداً على ضرورة إصدار أوامر واضحة لقواتهم لضمان سلامة المدنيين والعاملين في المجال الإنساني.
المدينة تحت السيطرة ومقاومة مستمرة
أعلنت قوات الدعم السريع يوم الأحد السيطرة الكاملة على الفاشر، بينما أكدت المقاومة الشعبية استمرار صمود المدينة، ووصفت الحملات الإعلامية لقوات الدعم بأنها “مضللة لإثارة الرعب والهلع”، مشددة على أن الادعاءات حول سقوط مقر رئاسة الفرقة السادسة للجيش لا تعني السيطرة الفعلية على الفاشر.
وتُعدّ الفاشر مركزاً أساسياً للعمليات الإنسانية في دارفور، وتخضع منذ 10 مايو/أيار 2024 لحصار مفروض من قبل قوات الدعم السريع، وسط تحذيرات دولية من تداعيات كارثية على المدنيين. وتشير التقارير الأممية والمحلية إلى أن الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ 15 أبريل/نيسان 2023 أدت إلى مقتل نحو 20 ألف شخص وتشريد أكثر من 15 مليون نسمة بين نازح ولاجئ.









