الفصائل الفلسطينية تتفق على إدارة غزة بلجنة تكنوقراط وتدعو لتفعيل منظمة التحرير

توصلت الفصائل الفلسطينية، خلال اجتماعها في القاهرة اليوم الجمعة، إلى اتفاق على تسليم إدارة قطاع غزة إلى لجنة مؤقتة مكونة من أبناء القطاع من المستقلين “التكنوقراط”، بهدف تقديم الخدمات الأساسية بالتعاون مع الدول العربية والمؤسسات الدولية. كما دعت الفصائل إلى الاتفاق على إستراتيجية وطنية لتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية بصفتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
وأكد مصدر قيادي فلسطيني للجزيرة أن الفصائل اختتمت اجتماعاتها بالقاهرة وستستأنفها خلال أقل من شهر لمناقشة مستقبل إدارة غزة، مشيراً إلى أن القاهرة عرضت رؤيتها لما بعد الحرب، والتي تقوم على إدارة القطاع عبر لجنة كفاءات بقوا في غزة أثناء الصراع. وأوضح المصدر أن الفصائل وافقت مبدئياً على أسماء اللجنة الإدارية المقترحة دون الكشف عنها، كما تلقت تأكيداً من مصر بتحركها لدى واشنطن وتل أبيب لدعم هذه الرؤية.
وفي بيان رسمي، أكدت الفصائل أن الاجتماع جاء بدعوة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي واستكمالاً لجهود الوسطاء لوقف الحرب ومعالجة تداعياتها، ويمثل التمهيد لعقد حوار وطني شامل لاستعادة الوحدة وحماية المشروع الوطني الفلسطيني.
إجراءات إدارة غزة وإعادة الإعمار
أكدت الفصائل دعمها لاستمرار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لحفظ الأمن والاستقرار في القطاع. كما تم الاتفاق على إنشاء لجنة دولية تشرف على تمويل وتنفيذ إعادة إعمار غزة، مع الحفاظ على وحدة النظام السياسي الفلسطيني والقرار الوطني المستقل. وأشارت الفصائل إلى أهمية استصدار قرار أممي لتشكيل قوة أممية مؤقتة لمراقبة وقف إطلاق النار.
تفعيل منظمة التحرير وقضية الأسرى
دعت الفصائل إلى اجتماع عاجل لكافة القوى الفلسطينية لتحديد إستراتيجية وطنية لتفعيل منظمة التحرير، مؤكدة أنها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني. وأكدت على إنهاء جميع أشكال التعذيب والانتهاكات بحق الأسرى في سجون الاحتلال، وضرورة إلزام إسرائيل بالقوانين والمواثيق الدولية ذات الصلة.
كما أدانت الفصائل مصادقة الكنيست الإسرائيلي على قانون “تطبيق السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية”، مشيدة بقرار الرئيس الأميركي بوقف هذا التحرك، ومشددة على أن الوحدة الوطنية تبقى الرد الحاسم على السياسات الإسرائيلية.
المباحثات السابقة والمرحلة الثانية من الاتفاق
جاءت الاجتماعات بعد لقاءات سابقة بين وفدي حماس وفتح في القاهرة، تم خلالها بحث ترتيبات ما بعد وقف الحرب على غزة. وتناقش المرحلة الثانية من الاتفاق، التي تشمل مباحثات أميركية وإسرائيلية، نشر قوة دولية لحفظ السلام، انسحاب الجيش الإسرائيلي، نزع سلاح حماس، وإنشاء جهاز إدارة مؤقت تحت إشراف الهيئة الانتقالية الدولية الجديدة في غزة، والمعروف باسم “مجلس السلام” برئاسة ترامب.







