صحة

تصوير بالرنين المغناطيسي ثنائي المعايير يوفر نصف وقت الفحص التقليدي لاكتشاف سرطان البروستاتا

كشفت دراسة حديثة عن مقاربة مبتكرة للكشف عن سرطان البروستاتا باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي ثنائي المعايير (Biparametric MRI)، تستغرق من 15 إلى 20 دقيقة فقط، أي نصف الوقت الذي كانت تستغرقه المقاربة التقليدية متعددة المعايير (Multi-parametric MRI).

وتعتمد الطريقة التقليدية على الجمع بين ثلاث صور مختلفة للحصول على تمثيل ثلاثي الأبعاد للبروستاتا، تشمل: الصور “المرجحة تي2″ (T2-weighted)، و”المرجحة بالانتشار” (diffusion weighted)، و”المعززة بالتباين الديناميكي” (dynamic contrast enhanced)، ويتطلب ذلك حقن صبغة في جسم المريض لإبراز مناطق السرطان المحتملة. بالمقابل، لا تحتاج المقاربة الجديدة إلى استخدام الصبغة، ما يقلل الوقت ويجنب المرضى أي آثار جانبية محتملة.

أجرى الدراسة فريق من كلية لندن الجامعية ومستشفى كلية لندن الجامعية وجامعة برمنغهام في المملكة المتحدة، ونشرت نتائجها في مجلة الجمعية الطبية الأميركية في 10 سبتمبر/أيلول، كما تناولتها منصة “يوريك أليرت”.

وقال الأستاذ المشارك فرانشيسكو جيجانتي، اختصاصي الأشعة الرئيسي بالدراسة:
“فحص الرنين المغناطيسي المتعدد المعايير أحدث نقلة نوعية في تشخيص سرطان البروستاتا، حيث ساعد على تجنب آلاف الخزعات غير الضرورية وتحسين اكتشاف السرطان. نحن بحاجة في الطريقة التقليدية إلى حقن الصبغة لتحديد وجود السرطان، وهذه الخطوة تتطلب وقتاً ومراقبة طبية وقد تسبب آثاراً جانبية خفيفة في حالات نادرة.”

وتتيح الفحوصات التي تعتمد على الرنين المغناطيسي تحديد التشوهات داخل البروستاتا، ما يمكّن الأطباء من إجراء خزعات نسيجية مستهدفة، مما يحسّن دقة تشخيص السرطان. كما أن النتيجة الطبيعية للفحص، التي تظهر لدى حوالي ثلث المرضى، تعتبر مطمئنة وتجنب الرجال إجراء خزعات غير ضرورية.

مقارنة بين الطريقتين

شارك في الدراسة 555 مريضاً تتراوح أعمارهم بين 59 و70 عاماً، من 22 مستشفى في 12 دولة حول العالم، وتم فحصهم بالطريقتين لمعرفة ما إذا كان الفحص ثنائي المعايير المبسط قادرًا على اكتشاف السرطان بنفس فعالية الفحص الثلاثي المعايير.

خضع جميع المرضى أولاً للفحص الثلاثي المعايير، ثم تم تقييم نتائج الفحص ثنائي المعايير من دون الصبغة، بشكل منفصل عن تقييم الفحص التقليدي مع الصبغة. كما أجريت خزعات عند الحاجة للتأكد من التشخيص.

وأظهرت النتائج أن 29% من المرضى كانوا مصابين بسرطان بروستاتا خطير، وتم اكتشاف جميع الحالات عبر الفحص ثنائي المعايير، وهي نفس النسبة التي كشف عنها الفحص الثلاثي المعايير.

تشير هذه النتائج إلى أن التصوير بالرنين المغناطيسي ثنائي المعايير يقدم بديلاً أسرع وأكثر أماناً للفحص التقليدي، مع الحفاظ على نفس مستوى الدقة في اكتشاف حالات سرطان البروستاتا الخطير.

زر الذهاب إلى الأعلى