رياضة

إسحاق كوينكا: من جناح برشلونة إلى رجل أعمال مبتكر بعد المعاناة

إسحاق كوينكا، المولود في 27 أبريل/نيسان 1991 في ريوس بإقليم طراغونة الإسباني، كان جناح برشلونة السابق وواحدا من خريجي أكاديمية “لا ماسيا”. قصة كوينكا تبرز كيف يمكن لكرة القدم أن تُرهق الجسد لكنها لا تستطيع كسر الإرادة. بعد سنوات من المعاناة مع الإصابات المزمنة، يعيش اليوم مرحلة “ولادة جديدة” بعيداً عن الملاعب.

أحلام برشلونة وصدمات الإصابات

ظهر كوينكا لأول مرة مع برشلونة في 21 أكتوبر/تشرين الأول 2011 تحت قيادة بيب غوارديولا، وكان يُنظر إليه كأحد نجوم المستقبل الواعدين. لمست موهبته الكبيرة واللمسة الفنية الفريدة مكانته كجناح واعد، لكن مسيرته لم تسر كما كان يحلم.

على مدار سنوات، تعرض كوينكا لسلسلة إصابات خطيرة في الركبة، أُجبر على الخضوع خلالها لست عمليات جراحية، كانت الأخيرة كافية لإنهاء مسيرته الاحترافية في سن الثانية والثلاثين. الاعتزال جاء مصحوباً بتحدٍ جديد: ألم مستمر منعَه من ممارسة حياته الطبيعية.

“لم أستطع النهوض من السرير دون ألم”

في مقابلة مع برنامج La Graderia d’El Balcó على إذاعة سير كاتالونيا، كشف كوينكا جانبا مؤلما من حياته بعد الاعتزال قائلاً: “حتى قبل عام تقريبًا، لم أكن أستطيع النهوض من السرير من شدة الألم. لكن بعد علاج بالخلايا الجذعية، بدأت أشعر بتحسن كبير”.

هذا العلاج لم يكن مجرد وسيلة لتخفيف الألم، بل بداية فصل جديد في حياته، سمح له بالتحرك والنشاط بحرية بعيداً عن كرة القدم أو أي رياضة ركض أخرى.

الولادة من جديد

اليوم، وفي سن 34 عاماً، أسس كوينكا شركته الخاصة “Cold2Sport” المتخصصة في حلول الاسترداد الحراري للرياضيين، بهدف تسريع تعافي العضلات والمفاصل.

عن فكرة تأسيس الشركة، قال كوينكا: “عندما كنت أتعافى من آخر عملية في الركبة، أخبروني عن إمكانية التحكم بدرجات الحرارة بدقة، ففكرت: لماذا لا نستخدمها لصنع منصات الركبة والكاحل؟ وبدأنا البحث، ونجحنا”.

الآن، لم يعد كوينكا لاعب كرة يركض خلف الكرة، بل أصبح رجل أعمال مبتكراً يسعى لمساعدة الرياضيين على التعافي من الإصابات التي أنهت مسيرته شخصياً.

ذكريات برشلونة والدروس المستفادة

يتذكر كوينكا أيامه في برشلونة بكل شغف وإعجاب قائلاً: “أتيت من ساباديل، حاولت الاستمتاع بالعشب الجيد والرحلات، لكن كنت أشعر بالغربة وسط الفريق. لاحقاً فهمت سبب الضغط الكبير: ميسي، تشافي، إنييستا، فالديس… لقد كانوا الأفضل في العالم، مذهلين حقًا”.

ويضيف: “كرة القدم دمرت جسدي، لكنها علمتني دروساً لا تُنسى. أهم ما تعلمته هو أن الحياة لا تسير دائماً كما تريد. كنت أظن أنني الأفضل، ثم جاءت الإصابات لتذكرني بأن كل شيء يمكن أن يتغير في لحظة”.

من الألم إلى الإلهام

كوينكا لم يعد مجرد لاعب كرة، بل أصبح مثالاً للرياضي الذي يواجه الألم والإحباط ثم يحولهما إلى قوة ابتكارية جديدة. من الركض في الملاعب إلى تصميم حلول تبريد تساعد الآخرين على التعافي، أثبت كوينكا أن الإرادة والتجربة يمكن أن تصنع حياة جديدة حتى بعد أعنف الإصابات.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى