تصاعد اعتداءات المستوطنين على قاطفي الزيتون في الضفة الغربية وسط تحذيرات أممية من تجاوزات غير مسبوقة

اعتدى مستوطنون، اليوم السبت، على عدد من الفلسطينيين أثناء قيامهم بقطف الزيتون في قرية بورين جنوب نابلس بالضفة الغربية، في ظل تحذيرات أممية من أن موسم الزيتون الحالي يشهد أعلى مستوى من الهجمات منذ خمس سنوات، بينما أكد مصدر أمني إسرائيلي أن اعتداءات المستوطنين خرجت عن السيطرة.
ووفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، فقد أقدم حارس مستوطنة “يتسهار” برفقة مجموعة من المستوطنين على مهاجمة الفلسطينيين أثناء عملهم في الأراضي الواقعة بين بورين وحوارة، حيث قاموا بالاعتداء عليهم بالضرب وإجبارهم على مغادرة المكان، كما عمدوا إلى نثر ثمار الزيتون التي جمعها المزارعون وإتلافها.
تصعيد ميداني واتهامات بالعجز
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصدر أمني إسرائيلي قوله إن هجمات المستوطنين في الضفة الغربية خرجت عن السيطرة، مشيرًا إلى تصاعد نشاط مجموعة “فتيان التلال” الاستيطانية المعروفة بعنفها. وأوضحت الصحيفة أن الوثائق الميدانية تشير إلى أن الجيش الإسرائيلي غالبًا ما يمتنع عن التدخل لوقف اعتداءات المستوطنين.
أما تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، الصادر أمس الجمعة، فأكد أن موسم الزيتون في الضفة الغربية سجل أعلى مستوى من هجمات المستوطنين خلال الأعوام الخمسة الماضية، موضحًا أن المستوطنين نفذوا 126 هجمة استهدفت 70 بلدة فلسطينية، وأسفرت عن تخريب أكثر من 4 آلاف شجرة وشتلة زيتون.
وأشار التقرير إلى أن مستوطنين من بؤر استيطانية جديدة فرضوا قيودًا مشددة على وصول الفلسطينيين إلى حقولهم، في حين تم تسجيل 60 هجومًا مباشرًا على المواطنين خلال الأسبوع الأخير فقط، أسفرت عن إصابة 17 شخصًا وتخريب 19 مركبة.
توثيق واسع للانتهاكات
من جانبها، كشفت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان أن جيش الاحتلال والمستوطنين نفذوا 259 اعتداءً ضد قاطفي الزيتون منذ انطلاق الموسم في الأسبوع الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي وحتى نهاية الشهر ذاته.
وأوضحت الهيئة، في بيان صدر الثلاثاء الماضي، أن الاعتداءات توزعت بين 41 حالة نفذها الجيش الإسرائيلي و218 حالة نفذها المستوطنون، وتنوعت بين اعتداءات جسدية عنيفة، وعمليات اعتقال، ومنع الوصول إلى الأراضي، وإطلاق نار وترهيب المزارعين.
موسم استثنائي في ظل التدهور الأمني
يُعد موسم الزيتون من أهم مواسم الزراعة في فلسطين، إذ يمثل مصدر دخل رئيسي لآلاف العائلات الفلسطينية. ومع ذلك، تشير تقديرات وزارة الزراعة الفلسطينية إلى أن الموسم الحالي هو الأضعف منذ عقود، حيث لا يتجاوز الإنتاج 15% من المعدل الطبيعي بسبب القيود والانتهاكات المتواصلة.
وتأتي هذه الاعتداءات في سياق تصعيد إسرائيلي واسع في الضفة الغربية تزامن مع الحرب على قطاع غزة، وأسفر خلال العامين الماضيين عن استشهاد أكثر من 1060 فلسطينيا وإصابة نحو 10 آلاف آخرين، إضافة إلى اعتقال أكثر من 20 ألف شخص بينهم 1600 طفل.
وتحذر منظمات دولية من أن استمرار هذه الهجمات يهدد الأمن الغذائي الفلسطيني ويقوض فرص الاستقرار في المنطقة، داعية المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف اعتداءات المستوطنين وضمان حماية المزارعين الفلسطينيين وحقهم في أرضهم ومصدر رزقهم.









